تكريم الدكتور عبد الكريم برشيد في المعرض الدولي للكتاب-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

تكريم الدكتور عبد الكريم برشيد في المعرض الدولي للكتاب

  الدكتور عبد الكريم برشيد    

عرفت قاعة إدمون عمران المالح بفضاء المعرض الدولي السابع عشر بمدينة الدار البيضاء جلسة تكريمية على شرف الكاتب والمنظر المسرحي المغربي الدكتور عبد الكريم برشيد، وقد جاء هذا التكريم من طرف وزارة الثقافة، ربما تكفيرا عن سنوات طويلة من التهميش الذي عاشه هذا المسرحي، نتيجة لآرائه ولمواقفه المبدئية الواضحة والصريحة، وقد تحدث عن هذا التهميش كل الحاضرين في هذه الجلسة،  ولقد تم هذا التكريم يوم الثلاثاء 15 فبراير ابتداء من الساعة بحضور ثلة كبيرة من المسرحيين ومن المثقفين ومن أصدقاء المحتفى به، وقد أدار هذه الندوة الكاتب المسرحي الاحتفالي الأستاذ رضوان احداودو، كما ساهم مجموعة من المسرحيين ومن الباحثين والدارسين بشهادات في حق المحتفى به، وقد تميزت كل المداخلات  بالصدق وبالوفاء، ولقد كان من بين المشاركين د. مصطفى بغداد الأمين العام لاتحاد النقابات الفنية، والأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، والذي استعرض تاريخ علاقته بالمحتفى به والتي ترجع إلى أيام الدراسة بظهر المهراز بمدينة فاس في أواسط الستينيات من القرن الماضي، أما د. مصطفى رمضاني، والذي هو أول من كتب عن الاحتفالية في بداياتها الأولى، والذي ساندها نظريا وأكاديميا من خلال أطروحته الجامعية ومن خلال كتبه الكثيرة، فقد قدم لوحة متناغمة عن فكر وفن ومواقف المحتفى به، أما مداخلة الصحفية الكاتبة المسرحية الأستاذة بديعة الراضي فقد تركزت على المضمون الفكري لكتابات المحتفى به، وحاولت أن تستخرج بعض آليات الكتابة عند هذا الكاتب المشاكس بكتاباته وبمزاقفه،  أما رائد المسرح المغربي الأستاذ عبد الله شقرون، فقد تعذر عليه الحضور إلى المعرض، ولكنه مع ذلك قد كانت كلمته وشهادته حاضرتين، وقد تولى الأستاذ رضوان احداود قراءة ورقته التي بعثها إلى الجلسة، والتي كانت غنية بالدلالات وبالمعاني بالإيحاءات، والتي كانت شهادة شاهد من جيل التأسيس في حق مبدع من جيل المسرح الجديد، واختتمت الجلسة التي تواصلت على أكثر من ساعتين بكلمة مؤثرة للمحتفى به، وقد أهدى المحتفى به هذا التكريم إلى كل المخرجين المغاربة والعرب، والذين أخرجوا مسرحياته إلى الناس، وإلى كل الممثلين الذي جسدوا وشخصوا شخصياته، وإلى كل هذا الجمهور الوفي الذي وقف إلى جانبه، وإلى كل النقاد والدارسين الذين دعموه، كما أهداه إلى زوجته التي اقتطع زمن الكتابة من زمنهما الخاص، أو من زمنهما المشترك، ومما جاء في داخلة د. عبد الكريم برشيد الكلمات التالية:

(ولقد قادني عشق السؤال المختلف إلى السير في الطرقات المختلفة، ودفع بي إلى طريق الأبواب السرية والمغلقة، فطرقتها بعنف وقوة، وأعدت طرقها آلاف المرات، وإلى حدود هذا اليوم، فإنني لا أكف عن طرق هذه الأبواب المغلقة)

(لقد اقتنعت، أن أجمل الأشياء هي الموجودة في العيون الجميلة، وليس في الصور المجملة
واقتنعت أيضا، بأن أصدق كل المعاني هي الموجودة في الصدور الصادقة والعاشقة، وليس في السطور البراقة)

(إنني أومن، بأن الفعل الذي لا يؤسس حالته، ولا يؤسس موقفه، ولا يؤسس عالمه، لا يمكن أن يكون له في فلسفتي أي معنى، والأفكار ـ الظلال لا تقول لي شيئا أبدا، وأخطر ما يستهويني في مسيرتي الفكرية والإبداعية، هو السير في الخطوط الأمامية الخطيرة)

(واقتنعت بالاحتفالية فلسفة ومنهجا، وارتضيتها فكرا وأخلاقا، وقلت هي طريق قبل أن تكون طريقة، وهي تأسيس قبل أن تكون مؤسسة، وهي رحلة في الوجود وليست محطة فيها)

(وحاربت المركزية بكل صيغها المتعددة والمتنوعة، وآمنت بأن مركز النحن موجود فيها، وبداخلها، وليس خارجها، وآمنت بأن اللحظة ـ الآن، لا يمكن أن يكون لها مركز إلا فيها، وبأن المكان ـ هنا، هو مركز نفسه)

(لقد عشت الشعر، واعتبرت حياتي قطعة شعر، واعتبرت أن هذا الشعر الذي في الوجود وفي الحياة وفي الطبيعة، أهم وأخطر من الشعر الذي في الكلمات وفي العبارات وفي المدونات، ولأنني اقتنعت بأن هذا الشعر المتكلم وحده لا يكفي، فقد عشقت الموسيقى أيضا، ولأنني رأيت أن هذه الموسيقى وحدها لا تكفي، فقد عشقت فن الحكي والمحاكاة أيضا، واقتنعت بأن كل الحقول المعرفية ـ وحدها ـ لا تكفي، وبأن كل الأجناس الأدبية والفنية ـ وحدها ـ لا تكفي أيضا، ولهذا فقد بحثت عن دنيا أخرى جديدة، دنيا تتعايش فيها الفنون والآداب والعلوم والمعارف، ويحضر فيها الفن إلى جانب الفكر، ويحضر فيها العلم إلى جانب الصناعة، ووجدت أن هذه الدنيا الأخرى تسمى المسرح، فدخلتها دخول العاشقين والمندهشين والحالمين، ولم يكن ممكنا سوى أن أتوه في شعاب هذه الدنيا، ولا أخفيكم أنني قد استعذبت هذا التيه الجميل، وأنني قد استبدلت عالم الأشخاص الواقعيين بعالم الشخصيات المسرحية المتخيلة، ولا أخفيكم أن رفقة هذه الشخصيات المتخيلة أجمل من رفقة كثير من رفاق السوء).



 
  طنجة الأدبية (2011-02-22)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

تكريم الدكتور عبد الكريم برشيد في المعرض الدولي للكتاب-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia